قصة وما توفيقي إلا بالله

قصة وما توفيقي إلا بالله

مشاركه

يقول رجلا .كنت أعمل مختص في تركيب الكامرات المراقبه .ولكنني لا أمتلك شهادة أو منحه مرخصه حيث كنت قد أكتسبت هذي المهنه من أحد المهندسين البارعين ..وكان رجل مشهور جدا وذو خبره عاليه. وحاصل على شهادة ومنحه?
كنت أذهب معه كمساعد فقط .أحمل له حقيبة المعدات وماشابه. وأقوم بفعل ما يأمرني. ولكن كنت أركز معه في عمله وأحتفظ بكل خطوة يقوم بها. وكان يعطيني شيئا بسيطا في المقابل. وكنت لا أعترض أبدا 
لقد عملت معه لفترة طويله جدا حتى أكتسبت أحترافية المهنة بشكل جيد جدا ..

لقد كانت حالتي المادية جيده جدا عندما كنت أعمل معه حيث لم نتوقف يوما عن العمل لقد كنا نتعامل مع أفخم الشركات والفنادق والمصانع في المدينة..
..ولكن شأت الأقدار وقدر الله وماشاء فعل توفئ هذا الرجل وترك لي المهنة 
ولكن الأمر المحزن الذي حصل معي أن الجميع يعرفني كمساعد فقط وليس كمهندس ولم يقبل أحد أن أعمل في الصيانة لديهم ..

وبدأت حالتي تتدهور وتسوء شيئا فشيئ وشعرت أن الحياة قد أغلقت أبوابها في وجهي 
فكنت أخرج في الصباح حاملا حقيبة المعدات وأبحث عن عمل وأقدم لدى المصانع والفنادق والشركات ولكن كانوا يطلبون مني شهادة خبره او منحه مرخصه 

 

وكنت أعود حاملا معداتي كما خرجت فارغ اليدين لا أجد ما يطعم أسرتي ويسد جوعهم.. وعندما لاحظت زوجتي الحزن على وجهي ..ذهبت الى أحد الجيران وطلبت منهما القليل من الطحين حيث لم يكن كافيا بالنسبة لخمسة أشخاص. ولكن لم يكن في اليد حيله . 

ثم صنعت زوجتي أقراص الخبز وأكلنا جميعنا. لم يكن كافيا ولكن كان أفضل من لا شيئ 
وفي اليوم التالي ذهبت ك العادة أبحث عن عمل. ولكن عدت فارغ اليدين كما ذهبت وعندما لاحظت زوجتي أنني عدت فارغ اليدين ..
ذهبت الى منزل الجيران وطلبت القليل من الطحين. ثم صنعت الخبز وتناولناه جميعنا ..
مضى أكثر من أسبوع. ونحن نأكل الخبز جافا على رشفة من الماء. وكانت زوجتي تطلب الطحين من بيت الجيران ..ولكنني كنت أشعر بالخجل والأحراج من ما نطلبه كل يوم من الجيران 

وذات يوم ذهبت زوجتي كالعادة تطلب الطحين من الجيران ولكن عادت هذه المرة فارغة اليدين وكانت تبدو حزينه ويبدو أنها كنت تبكي لقد كان يوجد بقاية الدموع عالقه بين جفون عيونها 
فقلت لها مابك يا عزيزتي لماذا كنتي تبكين أنفجرت بالبكاء وقالت. ارجوك. ابحث عن عمل فأنني لا أريد أن أذهب الى بيت الجيران ثانية 
فقلت لها حسنا ولكن أخبريني ما الذي حصل هناك

أجابت دخلت جارتي الى المطبخ لكي تعطيني الطحين. فقال لها زوجها اذا كان زوجها عاجزا عن أطعام أسرته لماذا يتزوج ويحمل نفسة مسؤولية .الى متى سنظل نغرف لهما الطحين. فأنا لست 
مسؤولا عن سؤء ظروفهم وحالتهم الصعبة ..أخبريها أن هذي

 

المرة الأخيرة نعطيها الطحين.
لم يكن زوجها يعلم بأنني أنتظر بالقرب من المطبخ وأنني قد سمعت كل ماقاله فشعرت بالعجز عن الحركة وبالكاد أستطعت العثور على باب الشارع وعدت ولم أنتظر 

فكتمت حزني وقهري بداخلي ثم أختليت بنفسي بداخل غرفتي. وبدأت أصلي وأدعي متضرعا مترجيا لله .فبقيت أصلي وأدعي وأبكي. أطلب من الله أن يرحمني ويرزقني ويستر حالي وينظر الى ضعفي وقلة حيلتي .فظليت أصلي لساعتين لقد بكيت قهرا وألما حتى أبتلت سجادتي ..وفجأة طرقت زوجتي الباب. فقالت لي أخرج يا عزيزي هناك رجلا في الخارج يبحث عنك ..فأكملت صلاتي. ثم خرجت لمقابلة الرجل 
فقال لي هل أنت تعمل في صيانة الكاميرات المراقبة فقلت له نعم

 

فقال اذا كنت فارغا ولا يوجد لديك أي عمل. أريدك أن تعمل لدينا .لقد فتحنا مصنع جديدا منذ أيام وبحثت عن مهندس فأرشدوني اليك. وتعبت كثيرا حتى وصلت الى امام منزلك ..من فضلك أخبرني أن كنت جاهزا الأن لكي نبدأ في الحال اذا كنت موافقا 
لم أكن مصدقا ما يجري أمامي. فقلت له نعم نعم يا سيدي أنني موافق فأستأذنت منه لكي أدخل الى المنزل وأخذت حقيبة المعدات وذهبت معه ..ولكنني لم أخبرة أنني لا أحمل أي ترخيص او شهادة منحة حتى لا يتردد وينهي تعاقدي معه الذي لم يبدا بعد 

فلما فوصلنا الى المصنع كان المصنع ضخما جدا وكبيرا ..فورا قمت بفتح حقيبتي ثم ركبت اول خمس كاميرات في قسم الصيانة للمولادات. وأنتهيت بعد ساعة من ضبط الكاميرات على جهاز المراقبة .. ثم طلبت منه أن يحاسبني جزء من المبلغ لكي أذهب لشراء الطعام لأسرتي. وثم أكمل باقي العمل 
فقام الرجل بدفع مبلغا لي أكبر من ما كنت أتصور ..فأخذت المال ورحلت وكنت أسير في الطريق والدموع تتساقط من عيناي من شدة الفرحه والسعادة ..لقد كنت مندهشا من سرعة الأجابه لدعائي لقد فرجت في أخر لحظة ..

فقمت بشراء الطعام وأطعمت أسرتي حتى شبعوا جميعا ثم أعطيت المال لزوجتي وعدت أكمل باقي العمل .. وبعد ثلاثة أيام أنتهيت من تركيب الكاميرات في جميع نواحي المصنع بالكامل ..
ولكن عندما كنت أنتظر أستلام أجرة الشغل الذي قمت به فقال لي صاحب المصنع هل تعمل في أي مكان في الوقت الحالي ..فقلت له حاليا لم أتعامل مع احد 
فقال لي حسنا ما رأيك أن تصبح موظفا رسمي لدينا ..فقلت له أريد ذلك ولكنني لا أمتلك أي شهادة او ترخيص او منحه رسمية 

فضحك الرجل وقال لقد قمت بكامل العمل بمفردك وكان عملك جيدا وممتاز. وليس لديك ترخيص او شهادة ..فكيف لو كان لديك. فأنت غريبا حقا ..لا تقلق مبروك عليك
الوظيفة ..ستأخذ أجرتك كامله ومن غدا ستأتي ك موظفا وستكون المسؤول عن كامل الصيانه في الأجهزة 
أخذت المال
وخرجت من المصنع ..وفورا سجدت لله تشكرا وتحميدا لكرمة وعظمة سلطانه ورحمته الواسعة ..

فذهبت وأشتريت كيسا طحين ووضعت أمام منزل الجيران وطلبت من زوجتي أن تخبرهم أن هذا الكيس هدية مقابل ما فعلوه معنا في الماضي..
ولم يمضي شهور حتى أصبحت حالتنا جيدة جدا بفضل الله وكرمة ..

مشاركه

×