قصة خالتي
قصة خالتي
كنت طفلاً في السادسة من العمر عندما سمعت عن طلاق خالتي و مجيئها للإقامة في بيتنا توقعت أن أرى إنسانة حزينة من ردود أفعال أمي لكن المفاجأة أن خالتي كانت مبتسمة دائماً.
عندما كبرت بعض الشيء عرفت أن زوجها طلقها لعدم إنجابها،لم تكن ناقمة حتى عليه.
كانت تقول في ثقة معه حق هو محتاج للأن يكون له أطفال يحملون إسمه.
أمي كانت تصاب بإرتفاع الضغط لأن خالتي ليست ناقمة على زوجها الذي طلقها لكن خالتي كانت تقول جملة غريبة (( الرفق جوهرة )) لم أكن أفهمها لكني مع الوقت فهمت.
خالتي إنسانة رفيقة تربت على التماس الأعذار و أن الرفق بالآخرين هو أهم شيئ.
كانت تعاون أمي في تربيتنا تحكي القصص و تساعد في الرعاية بلا أي عصبية و عندما كانت أمي تجري ورائي لتضربني كانت خالتي تقول هذا سندك حد يضرب سنده وكانت دائما ً تحميني.
فتتراجع أمي طالما أحببت خالتي رغم أنها من ناحية الشكل ليست بالجميلة و المدهش أن زوجها بقي يتواصل و يريد إعادتها إلى عصمته و كان قد أنجب من زوجة أخرى لكنها اعتذرت.
سمعته يقول لها أريدك أن تربي أبنائي لكنها ردت عليه الله يوفقك.
أمي الغالية كانت عصبية و خالتي كانت هادئة أصاب أمي مرض احتاجت معه إلى ملازمة المستشفى و خالتي قامت برعايتنا اثناء غيابها خالتي كانت تقول دائمََا هذه العبارة الرفق جوهرة
و فهمت انها تعني الهدوء لا ټضرب و لا تنفعل و لا تعادي
و كانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق
و لا أنسى عندما كادت احدى أشجار حديقتنا ان ټموت فعطفت خالتي عليها و اهتمت بها حتى عادت إلى النمو
خالتي هي التي علمتني الصلاة
قلت لها أليس ربنا عظيم💖
طيب لماذا يحتاج منا الصلاة بماذا ستنفعه
قالت بهدوء الذي يتصل بملك الملوك هو الذي يستفيد أم الملك يا صغيري نحن نصلي من اجلنا نحن نحتاجها
أخي كان عالي الصوت و كانت تقول له دوماً أحب صوتك الرائع المنخفض و كان يندهش ثم فجأة بدأ يخفضه.
عادت أمي من المستشفى لتجدني أصلي و أخي قد كف عن ارتفاع الصوت.
رأيت مرة خالتي تتأمل صورة زفافها سألتها إنتِ حزينة لإنك لم تنجبي.
قالت هي الإنجاب بيد من؟
قلت بيد الله
قالت في يقين الله لا يريد بي إلا خيرا أنا لست منزعجة
بصراحة كنت أشعر في بعض الأحيان إنها مفتقدة لزوجها لكنها ليست راضية بالرجوع إليه رغم إلحاحه عليها بالعودة إليه لا أنسى يوم عاد إلى بيتنا يومها جلس معها و مع أبي و أخوالي لأقناعها بالعودة إليه كان نادمََا على الطلاق.
قلت لها ارجعي له كانت تبكي في حجرتها طبطبت عليها.
قالت لي زوجته الجديدة رافضة رجوعنا لا اريد تضييعه هو و أطفاله لكن زوجها كان مصرََا على إعادتها.
سألته لماذا؟
قال لي لا يوجد مثلها كانت أهم من كل شيئ لكن أنا كنت غبي عندما طلقتها أصرت على عدم العودة كنت بجوارها.
عندما تلقت اتصالا من زوجته الثانية صاړخة متوعدة أبعدي عنه و ردت خالتي برفق حاضر و أغلقت الخط
كنتُ منفجرََا ( لماذا لم ټصرخي )
قالت بالدموع ( زوجة خائڤة على زوجها )
تدهورت الحالة النفسية لزوج خالتي حتى اضطرت زوجته إلى الاتصال بخالتي ترجوها العودة إليه كنت مندهشا
أعلم أن خالتي تحبه و عندما عادت إليه ردت الحياة إلى نفسه لكن المدهش هو أن كراهية زوجته لخالتي بدأت في الازدياد مع تحريض أولادها ضد خالتي
لكن خالتي كانت تصبر و تحتضنهم تعلقوا بها أكثر من أمهم
ثم تعلقت بها زوجة زوجها ،خالتي كانت توصيه خيرا بها.
و كانت تقول لها أنتِ الودود الولود و أنا عاقر
خالتي قصة من الصبر و الإنسانية المكتملة اليوم بعد أن توفاها الله فجأة أقف على ډفنها و إلى جواري زوجها الباكي.
و أبناؤه الثلاثة و أخي و أتذكر كلماتها الرفق جوهرة .
وانا ها أقول لكم الرفق جوهرة
والحياة جميلة بتواضعنا لها.💝
الحياة لا تستحق المشاحنات والمزايدات والكراهية تحتاج فقط التذكر كم هي بسيطة.
إذا وصلت إلى هنا لا تنسي أن تترك لنا بصمتك في التعليقات وأعلم أن تعليقك يساعدنا ويسعدنا🌱💖