كان هناك ملك لديه ثلاث أبناء
كان هناك ملكا لديه ثلاثة أولاد كانوا يعاملون معاملة الأمراء حتى كبروا وصاروا أشداء أقوياء تهابهم جميع الجيوش في المنطقة وتعب الملك فجأة من كبر سنه وقرر أن يرتاح من ملكه وأن يتولى أحد أبنائه مكانه في الحكم
ولكن من سيختار وجميعهم أقوياء وحكماء وصاروا شبابا فخاطب الابن الأكبر أولا على أن يتولى هو الحكم ولكنه رفض وقال لأبيه أن يترك الحكم لأخويه الأصغر منه وطلب من الأخوين أن أحدهما يتولى الحكم مكانه ولكنهما رفضا أيضا وقالا
أن من عليه تولي الحكم هو أخيهما الأكبر.
طلب الملك من أبناءه
وبعدها قال لهم الملك بعدما أرسل لابنه الأكبر أن الأخوين يقولان الأكبر وأن الأكبر يقول الأخوين الأصغر فقال أنا أدلكم
على من يتولى الحكم فقالوا له نعم الرأي أنت من تقرر من
يتولى الحكم فطلب من أبنائه أن كلا منهم يسافر إلى بلد من
البلاد التي تقع تحت حكمه وأن يأتي بشيء عجيب له منفعة
للناس ولا يوجد منه اثنين
فوافقوا جميعهم وطلب الابن الأصغر أن يذهبوا بملابس عادية وليس بطبيعتهم لأنهم أولاد الملك وكلا منهم حضر ملابسه وجواده وذهبوا في رحلتهم كلا منهم في ناحية عكس الآخر.
رحلة الابن الأكبر
ذهبوا جميعهم يدخلون قرية ويخرجون منها دون وجود أي شيء مما يبحثون عنه فقد زاروا مدنا وقرى كثيرة جدا وذهبوا لأماكن لم يدخلوها من قبل حتى وصل الابن الأكبر لبلدا يقام فيها سوقا ثانويا تباع فيه الأشياء الثمينة والنادرة واخذ ابن الملك يتجول في السوق بحثا عن ما يجده غريبا وذا منفعة
حتى وجد بائع يبيع تفاحا ملونا.
حوار الابن مع البائع
الابن هل أنت من لون هذا التفاح
البائع لا بل هو على طبيعته.
الابن كيف هذا وهل ويوجد تفاح ملون
البائع نعم يوجد لدينا في هذه القرية شجر ينتج هذا التفاح.
الابن وهل الجميع يعرفه
البائع نعم الجميع يعرفه ويعرف أن كلا واحدة لها طعمها
الخاص.
الابن ظننت أنه شيء غريب وعجيب. البائع مثل ماذا يكون غريبا وعجيبا
الابن شيء يكون نادر وذا منفعة. البائع اخرج من جيبه تفاحة وقال له مثل هذه
الابن بسخرية هذه تفاحة عادية. البائع أن شكلها هو العادي ولكنها تشفي من المړض وما أكل منها
مريض إلا وشفي.
الابن هل هي للبيع البائع هنا كل شيء للبيع
الابن وهل تبيعها لي ! وكم ثمنها البائع إن ثمنها غالي جدا ولن تقدر عليه.
الابن قل الثمن وأنا سوف أستطيع شراءها. البائع ثمنها مائة ألف جنيه من الذهب
الابن سوف اشتريها. البائع وهل معك هذا المبلغ
الابن نعم وها هو المبلغ أمامك.
فباعها له البائع واشتراها ابن الملك الأكبر ظنا منه اشترى شيئا لا يوجد منه اثنين في هذه الدنيا وسوف يعود لأبيه ومعه هذه التفاحة التي تشفي من جميع الأمراض بإذن الله وسوف يتغلب على أخويه لأنهما لن يجدا مثل
هذه التفاحة العجيبة الغريبة من
نوعها وقرر العود مباشرة.
وبعد أن باع له البائع هذه التفاحة واشتراها ابن الملك الأكبر ظنا منه اشترى شيئا لا يوجد منه اثنان في هذه الدنيا وسوف يعود لأبيه ومعه هذه التفاحة التي تشفي من جميع الأمراض بإذن الله وسوف يتغلب على إخوته لأنهما لن يجدا مثل هذه التفاحة
العجيبة الغريبة من نوعها وقرر العودة مباشرة.
رحلة الابن الأوسط
ذهب الابن الأوسط حتى وصل لقرية يصنعون بها السجاد فأخذ يتجول في القرية ويقلب في السجاد كثيرا ولكن لم يجد ما يشد انتباهه من شيء غريب أو ذا منفعة ولكنه تعب من التجول والتقليب في السجاد فوجد شجرة كبيرة استظل بظلها وجلس تحتها يفكر في هذا الشيء الغريب النادر وذا منفعة فمر فجأة
عليه راعي أغنام فنادى عليه.
حوار الابن مع الراعي
الابن هل تبيع لي اللبن
الراعي لا أبيعه لك ولكن خذ ما شئت.
الابن لماذا
الراعي لأنك غريب عن بلدنا.
الابن أعطيني كوبا.
الابن لماذا
الراعي لأنك غريب عن بلدنا.
الابن أعطيني كوبا.
الراعي خذ ما شئت. الابن شرب ووضع في الإناء عشرة دنانير
الراعي أكرمتك وأنت تهينني ! الابن لا ليس كذلك ولكنك أحسنت إلي بما تملكه ألا أحسن إليك
بما أملكه ! وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !
الراعي أنا أعطيتك لأنك غريب.
الابن أنت أعطيتني اللبن لأنك مقتدر وأنا أعطيتك المال لأني
مقتدر.
الراعي أنت لست من عامة الشعب وأصلك يختلف
الابن وهل أختلف عن الناس في شيء
الراعي حكمة كلامك وسرعة بديهتك من أين أنت وما الذي
أتى بك إلى هنا
الابن أنا من بلد بعيد جدا وأبحث عن شيء غريب وعجيب وذا
منفعة وليس له مثيل في هذه الدنيا.
الراعي ما تبحث عنه موجود بالفعل معي
الابن وما هو هذا الشيء الذي معك !
الراعي عندي بساط عجيب جدا.
الابن وما الشيء العجيب في هذا البساط
الراعي هذا البساط من يركب عليه يجري مع الريح في أي اتجاه
أراد.
الابن أين هو هل معك وهل أستطيع أن أراه
الراعي نعم تستطيع فتفضل معي إلى داري فمن الآن أنت
ضيفي. وبعد أن وصلا الدار أخرج له الراعي البساط وجربه معه
الابن هل هذا البساط للبيع
الراعي نعم هو للبيع ولكن ثمنه كبير جدا ولن تقدر عليه
الابن بكم
الراعي بمائة دينار من الذهب.
الابن أنا اشتريته وها هو مالك.
وبعد أن اشتراه ودع الابن الأوسط الراعي وقرر العودة للديار مباشرة ظنا منه أنه وجد شيئا لن يقدرا عليه أخويه وأن هذا هو
الشيء العجيب ذا المنفعة.
رحلة الابن الأصغر
وبعد أن صال وجال في البلاد وصل لقرية يصنعون ويبيعون الزجاج فهم يتفننون في صنع الزجاج فعطش وأراد أن يشرب الماء فطلب من صاحب دكانة أن يجلب له بعض الماء فجلب له الماء في إناء زجاجي مصنوعة بطريقة عجيبة جدا
وبعد أن شرب الابن الأصغر وضع في الإناء قطعة من الذهب
وأخذ يقلب فيه كثيرا
يمينا وشمالا.
وبعد أن صال وجال في البلاد وصل لقرية يصنعون ويبيعون الزجاج فهم يتفننون في صنع الزجاج فعطش وأراد أن يشرب الماء فطلب من صاحب دكانة أن يجلب له بعض الماء
فجلب له الماء في إناء زجاجي مصنوع بطريقة عجيبة جدا وبعد أن شرب الابن الأصغر وضع في الإناء قطعة من الذهب
وأخذ يقلب فيه كثيرا يمينا وشمالا.
حوار الابن مع بائع الزجاج
الابن هل يوجد مثل هذا
البائع يا بني أنت في مدينة تصنع الزجاج لو طلبت منه المئات
لوجدت. الابن بحزن شديد يا خسارة ظننت أن لا يوجد مثله البائع بتعجب لماذا يا خسارة وهل خسارة أنه يوجد
الكثير منه !
الابن قلت لك ظننت أنه الفريد من نوعه.
البائع ماذا تقصد بالضبط !
الابن جئت أبحث عن شيء ليس له مثيل في هذه الدنيا.
البائع يا بني هذه الأشياء ثمنها غالي جدا هل تقدر على ثمنها
في حالة أنها وجدت!
الابن الثمن ليس بشيء المهم أن أجد هذا الشيء وما هو
بالضبط. البائع أدعوك أن استضيفك في بيتي وسوف تجد ما تبحث عنه.
وبعد أن وصلا لمنزل هذا البائع أخرج البائع صندوقا به بلورة
صغيرة.
الابن بدهشة وفضول شديدين ما هذا!
البائع إن هذه بلورة سحرية سوف تريك أي شيء وأنت جالس
في مكانك.
الابن أريد أن أجربها.
البائع قل اسم ما تريد أن تراه.
الابن أريد أن أرى أخي الأكبر.
وبعد أن رآه قال له البائع هل يكفيك هذا !
الابن ما ثمنها
البائع مائة دينار ذهبي.
رحلة العودة
وأخذها الابن الأصغر وخرج في مكان بعيد ليرى والده وبالفعل رأى والده ولكنه كان مريض جدا ومن درجة إعيائه الشديد رأى حوله الأطباء والوزراء ثم رأى أخيه الأوسط فوجده متجها نحو قلعتهم فذهب له مسرعا بحصانه
وعندما وصل لأخيه أخبره قصة البلورة وأنه رأى والدهم على فراش المړض فتركوا أحصنتهم وركبوا البساط ليتجهوا نحو أخيهما الأكبر ليأخذاه معهما على البساط وعندما وصلوا أخرج الابن الأكبر التفاحة وأكل منها الملك وشفي من مرضه وهنا ما الحل فشفاء الملك هل بسبب التفاحة !
أم بسبب البساط الذي أوصلهم ! أم بسبب البلورة التي عرفوا منها مرض الملك ! من منهم يتولى الحكم !
هنا قال لهم الملك عندي امتحان ثاني لكم وهو أن نقيم سباق بينكم وأن الأخير منكم هو من يتولى الحكم وعند السباق ركب كل منهم حصانه ولكن لم يتحرك أحد منهم فجميعهم يريدون الحكم وبالتالي لن يتقدم أحد هنا حكمة الابن الأصغر في طلبه من والده فقال لوالده هل تريد الفارس هو الأخير! أم
الحصان !
فأخبره الملك أنه يريد الحصان الأخير هو الفائز فطلب الابن الأصغر تبديل الأحصنة وكل منهم يركب حصان أخيه وأن الابن الأوسط يركب حصان أبيه وجرى السباق وتقدمهم الأبن الأصغر بحصان أخيه الأكبر وكان يليه الابن الأوسط بحصان أبيه أما آخرهم
كان الابن الأكبر بحصان أخيه الأصغر وهنا تم إعلان الفائز بالحكم وهو الابن الأصغر وصارت كل البلاد تحت حكمه
وهو قد فاز بالحكم لحكمته في الأمور فهو من طلب أن يرتدون ملابسا عادية ليظهروا أنهم من عامة الشعب وهو من رأى والده ولم يفكر أن يذهب بمفرده بل أخذ إخوته معه وهو صاحب فكرة تبديل الأحصنة ليجري السباق بعد ما رفض الجميع التقدم.
لقد وقع اختيار الملك على ابنه الأصغر والذي كان يتميز بأنه أكثر حكمة من أخويه والأكثر ذكاءا بينهم لم يكن ليفكر بنفسه بل كان تفكيره منصب حول المصلحة العامة والأصلح للبلاد.
لم يكن والدهم الملك يريد القوة والإخلاص فحسب بل كان
يريد أيضا تميز من سيتولى الحكم بعده بالحكمة والموعظة
بإمكانه أن يأخذ المملكة من بعده لمكان آخر لطالما أراده الملك
تمت القصة ودمتم في امان الله .
صلوا على النبي